Wednesday, September 17, 2008

المعركة

كان مظهرهما مخيفا.
هو بجسده الضخم وعضلاته المخيفة أمام جسدها النحيف.
حاجباه الغلاظ، ابتسامته الساخرة، والنظرة المضيئة في عينيه أمام شعرها المشعث باهت اللون ونظرتها الممتلئة بالإصرار والعزم علي الانتصار في هذه المعركة.

وقف كلاهما ينظر إلى الأخر نظرة تشف عن التحدي الذي يدور في صدر كل منهما.
هو يقول: "سأنتصر حتما، مع الفرق الواضح في الحجم والقوة، لن أقبل الهزيمة."
وتقول: " يا لهذا الأحمق! حركاته تنم عن غباء وسذاجة... أيظن أن المعركة تحسم بالعضلات والقوة؟ هو خاطئ... فسأنتصر بلا شك."

تتلاعب بسمة سخرية علي شفتيها وهي تخطو خطوتها الأولى نحوه في حين أنه ثابت في مكانه يرمقها بشغف وفضول... وفجأة، وثبت هي عليه وثبة تنم عن رشاقة في الحركة وذكاء شديد ونشبت مخالبها في عنقه محدثة جروحاً لن تداوي في وقت وجيز.
صرخ هو صرخة ألم شديدة تشوبها مزيج من الدهشة والرغبة العارمة في الانتقام، ثم جذبها من فرائها المشعث وقذفها بعيدا متلفظا بكلام لم يستطع هو نفسه أن يفسره في حين انطلق مواءها عاليا أثر اصطدامها بحائط العمارة المجاور للرصيف.

قام الرجل من ساحة المعركة متألما لاعناً اليوم الذي تحدي فيه قطة الشوارع علي من يفوز بالمشي علي الرصيف الضيق

No comments: